فصل: سنة إحدى وعشرين ومئتين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر (نسخة منقحة)



.سنة تسع عشرة ومئتين:

فيها، وقيل في التي بعدها، امتحن المعتصم الإمام أحمد بن حنبل، وضرب بين يديه بالسبط حتى غشي عليه. فلما صمم ولم يجب أطلقه وندم على ضربه.
وفيها توفي علي بن عياش الألهاني الحمصي الحافظ. محدث حمص وعابدها. سمع من جرير بن عثمان وطبقته. وذكر فيمن يصلح للقضاء.
وفيها أبو أيوب سليمان بن داود بن علي الهاشمي العباسي. سمع إسماعيل بن جعفر وطبقته. وكان إماماً فاضلاً شريفاً. روي أن الإمام أحمد بن حنبل أثنى عليه وقال: يصلح للخلافة. وفيها عالم أهل مكة الحافظ أبو بكر عبد الله بن الزبير القرشي الحميدي. روى عن فضل بن عياض وطبقته. وكان إماماً حجة.
قال الإمام أحمد بن حنبل: الحميدي إمام والشافعي إمام وابن راهويه إمام.
وفيها الإمام أبو نعيم الفضل بن دكين الملائي الحافظ محدث الكوفة. روى عن الأعمش وزكريا بن أبي زائدة والكبار.
قال ابن معين. ما رأيت أثبت من أبي نعيم وعفان.
وقال الإمام أحمد: كان يقظان في الحديث عارفاً، وقام في أمر الامتحان بما لم يقم غيره عافاه الله. وكان أعلم من وكيع بالرجال وأنسابهم، ووكيع أفقه منه.
وقال غيره: لما امتحن قال: والله عنقي أهون من زري هذا. ثم قطع زره ورماه.
وفيها أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي الكوفي الحافظ. روى عن إسرائيل وطبقته.
قال ابن معين: ليس بالكوفة أتقن منه وقال أبو حاتم الرازي كان ذا فضل وصلاح وعبادة كانت عليه سجادتان كنت إذا نظرت كأنه خرج من برد له ولم أر بالكوفة أتقن منه لا أبو نعيم ولا غيره.
وقال أبو داود: كان شديد التشيع.
وفيها أبو الأسود النضر بن عبد الجبار المرادي الزاهد المصري. روى عن الليث وطبقته.
قال أبو حاتم: صدوق عابد وشبهته بالقعنبي رحمه الله.

.سنة عشرين ومئتين:

فيها عقد المعتصم للأفشين على حرب بابك الخرمي الذي هزم الجيوش وخرب البلاد منه عشرين سنة. ثم جهز محمد بن يوسف الأمير ليبني الحصون التي خربها بابك. فالتقى الأفشين ببابك فهزمه وقتل من الخرمية نحو الألف، وهرب بابك إلى موقان، ثم جرت لهما أمور يطول شرحها.
وفيها أمر المعتصم بإنشاء مدينة مكان القاطول ليتخذها دار للخلافة، وسميت سر من رأى. وفيها غضب المعتصم على وزيره الفضل بن مروان وأخذ منه عشرة آلاف ألف دينار. ثم نفاه واستوزر محمد بن عبد الملك الزيات.
وفيها توفي آدم بن أبي إياس الخرساني ثم البغدادي نزيل عسقلان. سمع ابن أبي ذئب وشعبة. وروى الكثير. وكان صالحاً قانتاً لله. ولما احتضر قرأ الختمة ثم قال: لا إله إلا الله، ثم فارق. قال أبو حاتم: ثقة مأمون متعبد.
وفيها خلاد بن خالد الصيرفي الكوفي الأحول، قارىء الكوفة وتلميذ سليم. تصدر للإقراء وحمل عنه طائفة، وحدث عن الحسن بن صالح بن حي ابن جماعة.
قال أبو حاتم: صدوق.
وفيها عاصم بن يوسف اليربوعي الكوفي الخياط. روى عن إسرائيل وجماعة. وروى البخاري عن أصحابه.
وفيها عبد الله بن جعفر الرقي الحافظ. روى عن عبد الله بن عمرو وطبقته. وقد تغير حفظه قبل موته بسنتين.
وفيها أبو عمرو عبد الله بن رجاء الغداني بالبصرة يوم آخر السنة. وكان ثقة حجة. روى عن عكرمة بن عمار وطبقته.
وفيها عثمان بن الهيثم مؤذن جامع البصرة، في رجب. روى عن هشام بن حبان وابن جريج والكبار.
وفيها بن مسلم الحافظ البصري. أحد أركان الحديث. نزل بغداد ونشر بها علمه. وحدث بن شعبة وأقرانه.
قال ابن معين: أصحاب الحديث خمسة: ابن جريج، ومالك، والثوري، وشعبة، وعفان.
وقال حنبل: كتب المأمون إلى متولي بغداد ليمتحن الناس. فامتحن عفان. وكتب المأمون: فإن لم يجب عفان فاقطع رزقه. وكان له في الشهر خمس مئة درهم. فلم يجبهم وقال: {وفي السماء رزقكم وما توعدون}.
وفيها قالون قارىء أهل المدينة، صاحب نافع. وهو أبو موسى عيسى ابن مينا الزهري. مولاهم، المدني.
وفيها الشريف أبو جعفر محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم الحسيني. أحد الاثني عشر إماماً الذين يدعي الرافضة فيهم العصمة. وله خمس وعشرون سنة. وكان المأمون قد نوه بذكره وزوجه بابنته، وسكن بها بالمدينة. فكان المأمون ينفذ إليه في السنة ألف ألف درهم أداء كريم، وفد على المعتصم فأكرم مورده توفي ببغداد في آخر السنة ودفن عند جده موسى. ومشهدهما ينتابه العامة بالزيارة.
وفيها أبو حذيفة النهدي موسى بن مسعود البصري المؤدب، في جمادى الآخرة. سمع أيمن بن بابك وطبقته.
قال أبو حاتم: روى عن سفيان الثوري بضعة عشر ألف حديث، وكان يصحف.

.سنة إحدى وعشرين ومئتين:

فيها كانت وقعة عظيمة. وكسر بابك الخرمي بغا الكبير. ثم تقوى بغا وقصد بابك. فالتقوا فانهزم بابك.
وفيها توفي أبو علي الحسن بن الربيع البجلي البوراني القصبي. روى عن قيس بن الربيع وطبقته. وكان ثبتاً عابداً.
وفيها عاصم بن علي بن عاصم الواسطي الحافظ. أبو الحسين، في رجب. سمع ابن أبي ذئب، وشعبة وخلقاً. وقدم بغداد فازدحموا عليه من كل مكان حتى حزر مجلسه بمئة ألف. وكان ثقة حجة صاحب سنة.
وفيها محدث مرو وشيخها عبد الله بن عثمان، عبدان المروزي. سمع شعبة وأبا حمزة السكري والكبار. وعاش ستاً وسبعين سنة. وكان ثقة جليل القدر معظماً. تصدق في حياته بألف ألف درهم.
وفيها الإمام الرباني أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي المدني القعنبي الزاهد. سكن البصرة ثم مكة وبها توفي في المحرم روى عن مسلمة بن وردان، وأفلح بن حميد، والكبار. وهو أوثق من روى الموطأ.
قال أبو زرعة: ما كتبت عن أحد أجل في عيني من القعنبي مالك.
وقال أبو حاتم: ثقة حجة، لم أر أخشع منه.
وقال الخريبي: حدثني القعنبي عن مالك، وهو والله عندي خير من مالك.
وقال الفلاس: كان القعنبي مجاب الدعوة.
وقال محمد بن عبد الوهاب الفراء: سمعتهم بالبصرة. يقولون: القعنبي من الأبدال. رحمة الله عليه.
وفيها محمد بن بكير الحضرمي البغدادي. حدث بإصبهان بن سهل وطبقته.
قال أبو حاتم: صدوق يغلط أحياناً.
وفيها أبو همام الدلال محمد بن محبب. بصري مشهور. روى عن الثوري وطبقته.
وفيها الفقه همام بن عبد الله الرازي الحنفي. روى عن ابن أبي ذئب ومالك، وطبقتهما. وكان كثير العلم، واسع الرواية. وفيه ضعف. وقد جاء عنه أنه وقال: أنفقت في طلب العلم سبع مئة ألف درهم.

.سنة اثنتين وعشرين ومئتين:

فيها التقى الأفشين والخرمية لعنهم الله فهزمهم ونجا بابك، فلم يزل الأفشين يتحيل عليه حتى أسره ومات وقد عاث هذا الملعون وأفسد البلاد والعباد. وامتدت أيامه نيفاً وعشرين سنة. وأراد أن يقيم ملة المجوس بطبرستان.
وقد بعث المعتصم في أول السنة خزائن أموال للأفشين ليتقوى بها. فكانت ولمن جاء برأسه ثلاثين ألف ألف درهم. وافتتحت البذ مدينة بابك في رمضان بعد حصار شديد فاختفى بابك في غيضة في الحصن وأسر جميع خواصه وأولاده وبعث إليه المعتصم الأمان فحرقه وسبه وكان قوي النفس شديد البطش صعب المراس وطلع من تلك الغيضة في طريق يعرفها في الجبل وانقلب ووصل إلى جبال إرمينية فنزل عند البطريق سهل فأغلق عليه وبعث يعرف الأفشين.
فجاء الأفشين فقتله. وكان الأفشين قد جعل لمن جاء به حياً ألفي ألف درهم، ولمن جاء برأسه ألف ألف درهم. كان دخوله يوماً مشهوداً.
وفيها توفي أبو اليمام الحكم بن نافع البهراني الحمصي الحافظ. روى عن حريز بن عثمان وطبقته وكان ثقة حجة كثير الحديث. ولد سنة ثمان وثلاثين ومئة. ومات في ذي الحجة وقد سئل أبو اليمان مرة حديث شعيب ابن أبي حمزة فقال: ليس هو مناولة. المناولة لم أخرجها إلى أحد.
وفيها عمر بن حفص بن غياث الكوفي. روى عن أبيه وطبقته. ومات كهلاً في ربيع الأول. وكان ثقةً متقناً عالماً.
وفيها أبو عمرو مسلم بن إبراهيم الفراهيدي مولاهم البصري القصاب الحافظ محدث البصرة. سمع من ابن عون حديثاً واحداً، ومن قرة بن خالد. ولم يرحل ولكن سمع من ثمان مئة شيخ بالبصرة. وكان ثقة حجة. أضر بأخرة. وكان يقول: ما أتيت حراماً ولا حلالاً قط. توفي في صفر.
وفيها فقيه حمص ومحدثها يحيى بن صالح الوحاظي ولد سنة سبع وثلاثين ومئة، وسمع من سعيد بن عبد العزيز وفليح بن سليمان، وطبقتهما. وعين للقضاء بحمص.
قال العقيلي: هو حمصي جهمي.
وقال الجوزجاني: كان مرجئاً.
ووثقه غيره.

.سنة ثلاث وعشرين ومئتين:

فيها أتى المعتصم ببابك فأمر بقطع أربعته وبصلبه.
وفيها التقى المسلمون وعليهم الأفشين وطاغية الروم. فاقتتلوا ثانياً، وكثر القتل، ثم انهزم الملاعين. وكان طاغيتهم في هذا الوقت تيوفيل بن ميخائيل بن جرجيس، لعنهم الله، نزل على زبطرة في مئة ألف أياماً وافتتحها بالسيف، ثم أغار على ملطية، ثم أذن الله بهذه الكسرة. وفيها توفي خالد بن خداش المهلبي البصري المحدث في جمادى الآخرة. روى عم عن مالك وطبقته.
وفيها مات أبو الفضل. صدقة بن الفضل المروزي، عالم أهل مرو ومحدثهم. رحل وكتب عن ابن عيينة وطبقته. وأقدم شيخ له أبو حمزة السكري.
قال بعضهم: كان ببلده كأحمد بن حنبل ببغداد.
وفيها عبد الله بن صالح أبو صالح الجهني المصري الحافظ.
كاتب الليث بن سعد. توفي يوم عاشوراء وله ست وثمانون سنة. حدث عن معاوية بن صالح، وعبد العزيز بن الماجشون، وخلق.
قال ابن معين: أقل أحوال أبي صالح أنه قرأ هذه الكتب على الليث بإجازتها له.
وقال أبو الفضل الشعراني: ما رأيت عبد الله بن صالح إلا يحدث أو ينسخ.
وضعفه آخرون.
وفيها أبو بكر بن أبي الأسود، واسمه عبد الله بن محمد بن حميد، قاضي همذان. سمع مالكاً وأبا عوانة. وكان صدوقا متقناً.
وفيها أبو عثمان عمرو بن عون الواسطي. سمع الحمادين وطائفة.
قال أبو حاتم: ثقة حجة.
وكان يحيى بن معين يطنب في الثناء عليه.
وفيها محمد بن سنان العوقي، أبو بكر البصري. أحد الأثبات.روى عن جرير بن حازم وطبقته.
وفيها أبو عبد الله محمد بن كثير العبدي البصري المحدث روى عن سعيد وسفيان وجماعة. وفيها محمد بن محبوب البناني المحدث روى عن حماد بن سلمة وطبقته.
قال ابن معين: كيس صادق كثير الحديث.
وفيها معاذ بن أسد بالبصرة. وهو مروزي. روى عن ابن المبارك وكان كاتبه.
وفيها موسى بن إسماعيل أبو سلمة التبوذكي البصري الحافظ، أحد أركان الحديث. سمع من سعيد حديثاً واحداً، وأكثر عن حماد بن سلمة وطبقته.
قال عباس الدوري: كتبت عنه خمسة وثلاثين ألف حديث.

.سنة أربع وعشرين ومئتين:

فيها ظهر مازيار بطبرستان وخلع المعتصم فسار لحربه عبد الله بن طاهر. وجرت له حروب وفصول. ثم اختلف عليه جنده، إلى أن قتل في سنة خمس الآتية.
وفيها توفي الأمير إبراهيم بن المهدي محمد بن المنصور العباسي الأسود، ولفخامته يقال له التنين، ويقال له ابن شكلة، وهي أمه. وكان فصيحاً أديباً شاعراً، رأساً في معرفة الغناء وأنواعه. ولي إمرة دمشق لأخيه الرشيد، وبويع بالخلافة ببغداد، ولقب بالمبارك. عندما جعل المأمون ولي عهده علي بن موسى الرضا. فحاربه الحسن. بسن سهل فانكسر. ثم حاربه حميد الطوسي، فانكسر جيش إبراهيم، وانهزم فاختفى، وذلك في سنة ثلاث. وبقي في الاختفاء سبع سنين، ثم ظفروا به وهو في إزار فعفا عنه المأمون.
وفيها إبراهيم بن أبي سويد البصري الزارع، أحد أصحاب الحديث. روى عن حماد بن سلمة وأقرانه.
قال أبو حاتم: صدوق.
وفيها أيوب بن سليمان بن بلال له نسخة صحيحة يرويها عن عبد الحميد بن أبي أويس عن أبيه سليمان بن بلال ما عنده سواها.
وفيها أبو العباس حيوة بن شريح الحضرمي الحمصي الحافظ. سمع إسماعيل بن عياش وطائفة.
وفيها الربيع بن يحيى الأشناني البصري. روى عن مالك بن مغول والكبار. وكان ثقة صاحب حديث.
وفيها بكار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سيرين السيريني. روى عن ابن عون والكبار وفيه ضعف يسير.
وفيها سعيد بن الحكم بن أبي مريم الجمحي، مولاهم، المصري، أحد أركان الحديث، وله ثمانون سنة. روى عن يحيى بن أيوب، وأبي غسان محمد بن مطرف، وطائفة من البصريين والحجازيين.
وفيها قاضي مكة أبو أيوب سليمان بن حرب الأزدي البصري الحافظ في ربيع الآخر، وهو في عشر التسعين. سمع شعبة وطبقته.
قال أبو داود: سمعته يقع في معاوية. وكان بشر الحافي يهجره لذلك. وكان لا يدلس ويتكلم في الرجال. وقرأ في الفقه. وقد ظهر من حديثه نحو عشرة آلاف حديث. وما رأيت في يده كتاباً قط. وحضرت مجلسه ببغداد فحزر بأربعين ألفاً، وحضر مجلسه المأمون من وراء ستر.
وفيها أبو معمر المقعد. وهو عبد الله بن عمرو المنقري، مولاهم، البصري الحافظ. صاحب عبد الوارث.
قال ابن معين: ثقة ثبت.
وفيها عمرو بن مرزوق الباهلي، مولاهم، البصري الحافظ. روى عن مالك بن مغول وطبقته.
قال محمد بن عيسى بن السكن: سألت ابن معين عنه فقال: ثقة مأمون. صاحب البخاري بأخرة.
وفيها أبو الحسن علي بن محمد المدائني البصري الأخباري. صاحب التصانيف والمغازي والأنساب، وله ثلاث وتسعون سنة. سمع ابن أبي ذئب وطبقته. وكان يسرد الصوم. وثقه ابن معين وغيره.
وفيها العلامة العلم أبو عبيد القاسم بن سلام البغدادي صاحب التصانيف. سمع شريكاً، وابن المبارك، وطبقتهما.
قال إسحاق بن راهويه: الحق يحب لله، أبو عبيد أفقه مني وأعلم.
وقال الإمام أحمد: أبو عبيد أستاذ.
وفيها أبو الجماهير محمد بن عمر التنوخي الكفرسوسي. سمع سعيد بن عبد العزيز وطبقته. قال أبو حاتم: ما رأيت أفصح منه ومن أبي مسهر.
وفيها أبو جعفر محمد بن عيسى بن الطباع الحافظ، نزيل الثغر بأدنة سمع مالكاً وطبقته.
قال أبو حاتم: ما رأيت أحفظ للأبواب منه.
وقال أبو داود: كان ينفقه ويحفظ أكثر من أربعين ألف حديث.
وفيها عارم أبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي البصري الحافظ. أحد أركان الحديث. روى عن الحمادين وطبقتهما، ولكنه اختلط بأخرة. وكان سليمان بن حرب يقدمه على نفسه.

.سنة خمس وعشرين ومئتين:

فيها توفي الفقيه أصبغ بن الفرج، أبو عبد الله المصري، مفتي أهل مصر ووراق بن وهب. أخذ عن ابن وهب وابن القاسم. وتصدر للاشتغال والحديث.
قال ابن معين: كان عن أعلم خلق الله كلهم رأي مالك، يعرفا مسألة مسألة، متى قالها مالك ومن خالفه فيها.
وقال أبو حاتم: أجل أصحاب ابن وهب.
وقال بعضعهم: ما أخرجت مصر مثل أصبغ. وقد كان ذكر للقضاء بمصر، وله تصانيف حسان.
وفيها حفص بن عمر أبو عمرو الحوضي الحافظ، بالبصرة. روى عن هشام الدستوائي والكبار.
قال أحمد بن حنبل: ثبت متقن: لايؤخذ عليه حرف واحد.
وفيها سعدويه الواسطي. سعيد بن سليمان الحافظ ببغداد. روى عن حماد بن سلمة وطبقته.
قال أبو حاتم: ثقة مأمون، لعله أوثق من عفان.
وقال صالح جزرة: سمعت سعدويه يقول: حججت ستين حجة.
وفيها أبو عبيدة شاذ بن فياض اليشكري البصري. اسمه هلال، روى عن هشام الدستوائي والكبار فأكثر.
وفيها أبو عمرو الجرمي النحوي صالح بن إسحادق. وكان دينار ورعاً نبيلاً رأساً في اللغة والنحو. ملك بالأدب دنيا عريضة.
وفيها فروة بن أبي المغراء الكوفي المحدث. روى عن شريك وطبقته.
وفيها الأمير أبو دلف القاسم بن عيسى العجلي صاحب الكرخ. أحد الابطال المذكوين والأجواد المشهورين. وقد ولي إمرة دمشق للمعتصم.
وفيها محمد بن سلام البيكندي البخاري الحافظ. رحل وسمع بن مالك وخلق كثير. وكان محفظ خمسين ألف حديث. وقال: أنفقت في طلب العلم أربعين ألفا ونشره مثلها.

.سنة ست وعشرين ومئتين:

فيها غضب المعتصم على الأفشين وسجنه، وضيق عليه. ومنع بن الطعام حتى مات أو خنق. ثم صلب إلى جانب بابك. وأتى بأصنام من داره أتهم بعبادتها فأحرقت. وكان أقلف متهما في دينه، وأيضاً خافه المعتصم. وكان من أولاد الأكاسرة. واسمه حيدر بن كاوس. وكان بطلاً شجاعاً مطاعاً. ليس في الأمراء أكبر منه.
وظفر المعتصم أيضاً بمازيار الذي فعل الأفاعيل بطبرستان وصلب إلى جانب بابك.
وفيها أحمد بن عمرو الخرشي النيسابوري. سمع مسلم بن خالد الزنجي وطبقته. ولزمه محمد بن نصر المروزي فأكثر عنه.
قال الحاكم: كان إمام عصره في العلم والحديث والزهد. ثقة.
وفيها إسحاق بن محمد الفروي المديني الفقيه. روى عن مالك وطبقته.
وفيها إسماعيل بن أويس الحافظ، أبو عبد الله الأصبحي المدني. سمع من خاله مالك وطبقته. وفيه ضعف.
وفيها سعيد بن كثير بن عفير، أبو عثمان المصري الحافظ العلامة، قاضي الديار المصرية. روى عن الليث ويحيى بن أيوب والكبار. وكان فقيهاً نسابةً أخبارياً شاعراً كثير الإطلاع، قليل المثل، صحيح النقل، ثقة روى عنه البخاري وغيره.
وفيها محدث الموصل غسان بن الربيع الأزردي. روى عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وطبقته. وكان ورعاً كبير القدر، لكن ليس بحجة.
وفيها محمد بن مقاتل المروزي، شيخ البخاري بمكة. روى عن ابن المبارك وطبقته.
وفيها شيخ خراسان الإمام يحيى بن يحيى بن بكر التيمي النيسابوري، في صفر بنيسابور. وكان يشبه بابن المبارك في وقته. طوف وروى عن مالك والليث وطبقتهما.
قال ابن راهويه: ما رأيت مثل يحيى بن يحيى، ولا أحسبه رأى مثل نفسه. ومات وهو إمام أهل الدنيا.